الدوحة: 

اختتمت الاكاديمية الأولمبية القطرية دورة تدريبية بعنوان "إدارة المنشآت الرياضية" والتي استمرت على مدار ثلاثة أيام متتالية، انطلقت يوم الثلاثاء 30 سبتمبر واستمرت لغاية الخميس 2 أكتوبر الجاري، والتي تعتبر هذه الدورة ضمن سلسلة الدورات المتنوعة في أجندة برامجها السنوية المتنوعة لعام 2025.

شهدت الدورة مشاركة تجاوزت الثمانين دارساً ودارسة من داخل دولة قطر وخارجها، يمثلون تخصصات علمية ووظيفية متنوعة تشمل القطاعات الرياضية والإدارية والأمنية والتعليمية وغيرها، مما يعكس الاهتمام المتزايد من جميع شرائح المجتمع بتطوير الكفاءات في مجال الاحداث الرياضية عموماً وإدارة المنشآت الرياضية على وجه الخصوص.

تعد هذه الدورة إحدى أهم الدورات التي يبحث عنها المجتمع بصورة عامة والمجتمع الرياضي بصورة خاصة جداً، خصوصاُ وان الدولة والمنطقة عموماً تشهدان حركة رياضية كبيرة، وطفرةً قويةً في السياحة الرياضية واستضافة الأحداث والبطولات والأنشطة الرياضية الكبيرة خلال الفترة الحالية والفترة القادمة أيضاً.

قدم محاضرات الدورة المهندس سعود عبدالله الدليمي، الذي يشغل منصب مدير تطوير الأعمال في شركة بروة العقارية، وعضو مجلس إدارة جمعية المهندسين القطرية وأمين السر العام في الجمعية، والذي يتملك خبرات كبيرة وواسعة في مجال إنشاء وإدارة المنشآت الرياضية، حيث شارك سابقاً في فرق عمل مسؤولة عن إنشاء العديد من المنشآت الرياضية البارزة في دولة قطر، كما عمل في العديد من الاحداث الرياضية الكبرى التي استضافتها الدولة.

وقد أكد الدليمي خلال الدورة على أهمية الخبرة العملية في تعزيز المهارات النظرية والأكاديمية، مشيراً إلى أن دولة قطر التي استضافت بطولات عالمية كبرى مثل كأس العالم لكرة القدم 2022، تمتلك نموذجاً ناجحاً في إدارة المنشآت الرياضية يمكن تعميمه إقليمياً، إضافة إلى الخطط الطموحة لأحضان اكبر البطولات العالمية خلال الفترة القادمة.

ركزت الدورة على عدة محاور رئيسية تهدف إلى تطوير القدرات الإدارية للمشاركين، فمن أبرز هذه المحاور إدارة فريق عمل تنظيم البطولة في المنشآت الرياضية، حيث تم مناقشة كيفية تنسيق الجهود بين الفرق المختلفة لضمان سير العمليات بسلاسة. 

كما غطت الدورة التخطيط اللوجستي والبنية التحتية، مع التركيز على تصميم المنشآت لتلبية احتياجات الفعاليات الكبرى، بما في ذلك الاستدامة البيئية والتكيف مع التغيرات المناخية.

المحاضر تحدث في الدورة عن الاليات والطرق التي يتم اختيار فيها المنشآت الرياضية لاستضافة الحدث الرياضي، وكيفية اعداد المنشأة سواء قبل البناء أو حتى قبل البطولة واثناء البطولة وبعدها.

ولم تقتصر المحاضرة على الملاعب أو المنشآت الرياضية فقط، بل تم التطرق إلى تجهيز الفنادق، ومقار السكن، والمكاتب الخدمية، وغيرها.

ثم انتقل للحديث عن الاستدامة في الاحداث الرياضية الكبرى، كما استعرض أبرز واهم الإنجازات التي حققت في بطولة كأس العالم فيما يخص الاستدامة والطرق التي تم استخدامها في المحافظة على البيئة وإعادة التدوير وكذلك الطرق للتقليل من الانبعاثات، وكذلك عن الطرق المثالية للاستفادة من التكنولوجيا في الاحداث الكبرى

محاضرات اليوم الثاني انتقل المحاضر للحديث فيها عن إدارة الموارد البشرية والقوى العاملة في الاحداث الكبرى، حيث تحدث عن القوى العاملة وطرق اختيار الموظفين وكذلك الاحتياجات الخاصة لكل إدارة من إدارات البطولات، وكيفية تهيئة بيئة العمل المثالية في الاحداث الكبرى.

ثم انتقل للحديث عن التخطيط الاستراتيجي والبنية التحتية، وكيفية التخطيط لقبل واثناء وبعد الحدث، كما تحدث ايضاً إدارة الحشود والتحكم في تدفق الجماهير داخل وخارج المنشأة الرياضية بالإضافة، بالإضافة إلى إدارة التسويق والترويج أثناء الفعاليات الكبرى لتعزيز الجاذبية التجارية للمنشآت. 

كما تم الانتقال في ثاني أيام الدورة إلى صالة الدحيل مقر الاتحاد القطري لكرة اليد حيث تلقى الدارسين درساً عملياً على ارض الواقع لمحاور الدورة، حيث تعد صالة الدحيل واحدة من اهم الصالات الرياضية في المنطقة والتي احتضنت بطولة كأس العالم لكرة اليد – قطر 2015، وكذلك العديد من الاحداث الرياضية الكبرى، والتي تستعد لاحتضان بطولة كأس العالم لكرة السلة – قطر 2027، وذلك لأول مرة في تاريخ الشرق الأوسط.

لم تتوقف المحاور عند ذلك، بل امتدت في اليوم الثالث إلى إدارة الأمن والسلامة، حيث تم استعراض أفضل الممارسات العالمية في ضمان سلامة المتفرجين واللاعبين، خاصة في ظل التحديات الأمنية المعاصرة. 

كما ناقشت الدورة حل المشكلات وإدارة الأزمات للمنشآت الرياضية، مع أمثلة عملية من بطولات سابقة في قطر، مثل كيفية التعامل مع الطوارئ أثناء الفعاليات.

شملت المحاور الأخرى جوانب مثل الإدارة المالية للمنشآت، والتكامل مع التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي في مراقبة المنشآت، والتخطيط لما بعد الفعاليات لضمان استدامة الاستخدام. 

وفي هذا السياق تحدث السيد خليل إبراهيم الجابر – المدير التنفيذي للأكاديمية الأولمبية القطرية فقال: في البداية نحن سعداء جداً بتواجد هذا العدد الكبير من الملتحقين في هذه الدورة معنا في مقر الاكاديمية الأولمبية القطرية من داخل الدولة وخارجها، وفخورين بوجود المهندس سعود الدليمي محاضراً في هذه الدورة لتقديم خلاصة تجاربه في هذا المجال، كونه احد الطاقات والكفاءات القطرية التي عملت في هذا القطاع. 

كما أضاف الجابر: قدمنا في الاكاديمية الأولمبية القطرية في الشهر الماضي دورة إدارة الاحداث الرياضية الكبرى والتي تعتبر مدخلاً مهماً في عالم إدارة وتنظيم البطولات والاحداث الرياضية، شهدنا خلالها اقبالاً كبيراً تجاه هذا النوع من العلوم، ثم اتجهنا الى محتوى اكثر تخصصية وهو إدارة المنشآت الرياضية، ومن ثم سننتقل لمحور اخر قريباً وهو إدارة قرى الرياضيين والتي تقام في دروات الألعاب الأولمبية والاسيوية والبطولات المجمعة الكبرى، ليتم خلق مجتمع اكثر مطلع ولديه المعرفة الكافية والشاملة في تنظيم البطولات باحترافية عالية.

كما قال المدير التنفيذي: تأتي أهمية هذا النوع من الدورات بأننا في دولة ذات توجه رياضي، وتحتضن كبرى البطولات العالمية والإقليمية، وتؤمن بأهمية الرياضة في حياة الفرد والمجتمع، وكذلك أهمية السياحة الرياضية، دولة تولي أهمية كبرى لعلم تنظيم الاحداث الرياضية، والذي تعتبر أحد الأسس والمجالات الإستراتيجية والتوجهات للحركة الرياضية الوطنية، والذي أولت الدولة به اهتماما كبيراً، بل واستراتيجيا لتنظيم الأحداث الرياضية بما له من عائد على جميع الأصعدة للدولة والمنظمات الرياضية الوطنية.

واكد المدير التنفيذي بأن الاكاديمية الأولمبية القطرية تعكف في الفترة الحالية على اعداد اجندة القادم والتي تسعى من خلالها ان تكون أكثر شموليةً وتنوعاً للوصول إلى أكبر شريحة من المجتمعات وهذا هو الهدف التي تسعى له الاكاديمية.